--------------------------------------------------------------------------------
بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
الْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه
مِن الْبَدِيهِي أَن كُل أُم وَأَب يَتَمَنَّوْن أَن يُشَاهِدُوْا أَبْنَائِهِم مِثَال حَي يُقْتَدَى بِه وَايَضُا الْأَبْنَاء يَتَمَنَّوْن هَذِه الْأُمْنِيَه
فَهِي لَيْسَت مُقْتَصِرَه عَلَى الْوَالِدَيْن فَقَط بَل حَتَّى الْأَبْنَاء يَتَمَنَّوْن أَن الْبَنَان تَتَوَجَّه نَحُو وَالِدِيْهِم وَأَنَّهُم مِثَال يُحْتَذِى بِه
فِي تَعَامُلِهِم وَطَرِيْقَة تَرْبِيَتِهِم فَالْقُدُّوه مُتَنَوّعَه وَلَيْسَت مُقْتَصِرَه عَلَى فِئَه او شُرَيْحَه تُعْنَى بِذَلِك فَالْقُدُّوه
لَا بُد أَن تَتَوَاجَد فِي كُل عَصْر وَمَكَان
وَعَلَى ذَلِك الْأَسَاس لَابَد أَن يَكُوْن هُنَاك مُقَدِّمَات وَشُرُوْط لِذَلِك الْقُدْوِه حَتَّى يَحْضَى بِهَذَا الْلَّقَب
فَمَن تِلْك الْشُّرُوْط أَن يَكُوْن ذَا خَلَق وَدِيْن وَذُو ثَقَافَه وَصَاحِب صَبَر وَرُوِيَّه
وَان يَكُوْن ذِي شَخْصِه سَلِسَه فِي الْتَّعَامُل مَع الْأَخَرِين وَأَن لَا يَحْمِل الْضَّغِيْنَه حَتَّى
وَأَن أَسَاء إِلَيْه أَحَدُوَعِنْدَما تُوَاجِهُه أَي مُشْكِلَه يُحَاوِل حَلَّهَا بِعَدَم انُفَاعَلَيْه بَل يَسْتَخْدِم عَقْلُه قَبْل قَلْبِه
فَان تَوَفَّرَت كُل مَا ذَكَرْت او مُعْظَمُهَا فَهُو يَسْتَحِق لَقَب الْقُدْوِه بِجِدَارِه
وَحَتَّى يَعْلُو مُجْتَمَعُنَا الْقِمَم وَتَصَيَّر هَامَتِه مَرْفُوْعَه دَوْمَا كَامُجْتَمّع مُسْلِم
لَا بُد أَن نَنْصِب امَام مقَلَيْتِنا رَسُوْلُنَا وَمَنْهَجّه فِي افْعَالِه وَاقْوَالُه وَنَنْهَل مِنْه الْمُقَوِّمَات الْقَوِيَّه الَّتِي جَعَلْتَه يَتَرَبَّع
عَلَى عَرْش مُسَمّى الْقُدْوِه فَطَرِيقِه هُو الْمَسْلَك الْصَّحِيْح الَّذِي يُحْتَذَى بِه
وَلَكِن لِلْأَسَف هَذِه الْقُدْوِه قَد تَنَاسَاهَا الْبَعْض مِنَّا وَصَارَت قُدْوَتُه بَعْض شَرَائِح
مِن الْبَشُرتَّفْكِيْرِهُم بَالِي وَهَاوِي لَيْس لَه هَدَف فِي حَيَاتِه وَلَا مَعْنَى
وَالْدَّلِيل عَلَى صِدْق كَلَامِي أَن بَعْض مَا يُقْتَدَى بِهِم يَنْهَوْن حَيَاتِهِم بِالانْتِحَار
او الْسُّقُوط فِي بَرَاثِن وَوَحْل الْمُخَدِّرَات وَالْجَرَائِم
فَنَرَى بَعْض مِن شَبَابِنَا وْشَّابَاتِنا هَدَى الْلَّه الْجَمِيع يَضَع مُغْنِي او مُمَثِّل قُدْوَتُه وَيَمْشِي عَلَى مِنْهَاج ذَلِك
الْمُغْنِي او الْمُمَثِّل وَلَا يَقْتَصِر عَلَى ذَلِك بَل وَمَا يَتْعَب نِيَاط الْقَلْب أَصْبَحْنَا مُجْتَمَع يَسْتَهْلِك وَيَسْتَوْرِد
كُل تَصَرُّفَات وَافْعَال الْغَرْب وَجَعَلُوْهُم مِثَال وْقُدُّوه لَهُم فِي مَلْبَسُهُم وتَعَامَلَاتِهُم
وَتَصَرُّفَاتِهِم وَأَصْبَحَت بَعْض الْتَّصَرُّفَات دَخَيْلُه وَقَد اغْتُصِبَت عَادَاتِنَا وَتَقَالِيّدِنَا
وَاسْتُحِلَّت كُل مَاهُو قِيَم لِلْمُجْتَمَع الْمُسْلِم وَاسْتِبِحَات حُرْمَتَه
وَبِيَد شَبَاب وَشَابَّات مُجْتَمَعُنَا دُفِنَت تِلْك الْمَبَادِئ وَالْقِيَم
فَاأَصْبح جُزْء مِن الْأَشْخَاص فِي مُجْتَمَعِنَا مُنْفَسِخ تَمَامَا
عَن قِيَمِنَا وَمَبَادْئْنا وَاعْرَافَنا ايْضا الْشَّرْعِيَّه فَاأَصْبح كَالبَغٓبِغَاء يُدَنْدِن لِكُل كَلَّمَه تُقَال
عَن طَرِيْق الْغَرْب او مَا يَنُوْب عَنْهُم مِن اللِيبْرالِيِّين وَيُؤَيِّد كُل هَدَف تَغْرِيْبِي
مِن غَيْر حَتَّى أَن يُفَكِّر او يُلْقِي بَال عَلَى مُضَار ذَلِك الْتَّغْرِيْب
الَّذِي اسْتَطَاع صُنَّاعَه وَبِنَجَاح غَرَسَه وَقَد تَلَقَفْتُه شُرَيْحَه مِن مُجْتَمَعُنَا .فَمَن الْمُؤْسِف أَن تِلْك الغْرسُه نَجِدُهَا تَكْبُر
وَتَنْمُو فِي مُجْتَمَعِنَا وَفِي أَوْسَاط شَّبَابِنَاوْشَّابَاتِنا الَّذِي يُعَوَّل عَلَيْهِم الْمُجْتَمَع وَالْوَطَن أَمَالَه فِي
أَنِتَاج جِيْل ذَا قِيَم وَمَذْهَب صَحِيْح فَاذَا كَان شَبَابَابِنا قَد شَرِبُوْا تِلْك الْقِيَم الْفَاسِدَه
فَكَيْف سَيُرَبُّون أَبْنَائِهِم وَعَلَى مَاذَا سيَنُشُوِّئَنْهُم؟؟!!
بِكُل تَأْكِيْد جِيْل لَا يَعْرِف مَن الْقَيِّم الَاسَلامِي الَا مَا يَقْرَأُه لِلدِراسَه فَقَط !!
لِأَن الْقُدْوِه الأَساسُه الَّتِي تَغْذِيَه مُنْذ وِلَادَتِه هِي مَغُرَبِه
وَلَا تَتَعْتَرّف بِتِلْك الْقَيِّم بَل بِمَفَاهِيْم وَاعْرَاف تَخْتَلِف تَمَامَا عَن ذَلِك فَسَوْف يُوْلَد لَدَيْنَا اشْخَاص مُنْشَقِين
فِي دَاخِلِهِم او مَطْمُوسِيِّين لَا يَعُوْن مِن قِيَمِنَا شَيْئ بَل يَسْلُكُون
مَسْلَك قُدْوَتِهِم وَهُم وَالِدِيْهِم الَّذِيْن هُم الْأَن شَبَابَنَا فِي هَذِه الْحَقِّبَه الْزِمْنِيه
فَلِلْأَسَف عِنَدَمّا يَقُوْم بَعْد ذَلِك الْأَب بِنَهَر ذَلِك الْأُبَن عَن خَطَأ مَا لَا يُبَالِي بِمَا يَقُوْلُه لِأَنَّه مِثَال حَي مُتَحَرِّك عَمَّا
مَا يَفْعَلُه هُو بِمَعْنَى أَن مَا يَقُوْم بِه خَالِي مِن الْخَطَأ وَالْسَّبَب تَقْلِيْد تَام لمُربيّه وَهَذَا مَا وَصَل إِلَيْه الْبَعْض وَصَلُّوْا لمَرَحَلَّه أَن ابْنَائَهُم
تَمَرَّدُوا عَلَيْهِم وَلَا يُبَالُوْا بِمَا يُقَال مِن تَوْجِيْهَات مِن قَبْل وَالِدِيْهِم وَذَلِك بِسَبَب أَن الْوَالِدَيْن هُم قُدْوَتُهُم
بِمَا يَقُوْمُوْن بِه وَيُعْتَبَر بِالَّنَسَبَه لِوَالِدِيْهِم خَطَأ!!مِثَال عَلَى ذَلِك يَنْهَرُه عَن الْكَذِب وَهُو مِثَال
حَي عَلَى ذَلِك (اكَذِّب تَنْجُو) فَهُو يَحْكِي وَبِكُل فَخَر لَه عَن حَادِثَه حَصَلَت لَه فِي الْعَمَل مَع رَئِيْسُه
وَلَم يَسْتَطِع ان يُفْلِت مِن الْعِقَاب الَا بِكَذِبِه وَتَّدْلِيْسُه اذَا كَيْف يَقُوْل لَه حَرَام وَعَيْب؟؟؟!!
ايْضا مِثَال ثَانِي الْأُم تَنْهَر أَبَنْتَهَا عَن الْتَّلَفُّظ بِالْكَلَام البَذِيئ وَالِغَيبُه وَهِي مُنْذ سَاعَه كَانَت تُحَادَث جَارَتِهَا
وَقَد لَاكَت سِيْرَة جَارَتِهَا الْأُخْرَى وَتَلَفَّظْت عَلَيْهَا بِالْفَاظ مُشَيْنَه فَكَيْف لَا تَقْتَدِي بِهَا أَبَنْتَهَا وَهِي مِثَال حَي عَلَى مَا تَقُوْم بِه
اذَا المَسَؤُلَيْه الْكُبْرَى تَقَع عَلَى الْمُرَبِّي فَالمُرَبي كَلَّمَه جَامِعِه حَوَت رُمُوْز كَثِيْرُه فِي حَيَاتِنَا
وَبِيئْتِنا الَّتِي نَعَيْش فِيْهَا فَمِنْهُم الِلْوَالِدَيْن وَالْمُعَلِّم وَوَسَائِل الاعْلام وَالْأَشْخَاص الْمُلْتَفِّين حَوْلَه مِن اخَوِّه واصْدِقَاء
أّذّا المَسَؤُلَيْه تَقَع عَلَى كُل كَائِن بَشَرِي عَلَى وَجْه الْأَرْض أَنَا اعْلَم انَّه مَن الْصَّعْب أَن نُكَوِّن مُجْتَمَع مِثَالِي بُحْت
وَالْسَّبَب فِي ذَلِك اخْتِلَاف الْطَّبَائِع وَتَفَاوَت الْثقَافَات وَاخْتِلَاف الْعَادَات وَلَكِن مَع ذَلِك
نَلْتَقِي فِي نُقْطَه وَاحِدَه وَهِي أَنَّنَا مُجْتَمَع مُسْلِم مَنْهَجُنَا وَشَرِيْعَتُنَا وَاحِدَه وَلَكِن ْلَما لَا نَجْعَل هَذِه الْمَهْمَه مِن اولْوَيَاتِنا
وَلْنُحَاوِل ان نَجْعَل مِن انْفُسِنَا قُدْوَه خَيْرِه وَمُعَوَّل مُفِيْد فِي مُجْتَمُعَانَا لَا الْعَكْس؟؟؟!!!
نَحْن مُجْتَمَع مُسْلِم وَلَو أَن رِجَالَنَا تَأْسَوْا بِرَسُوْلِنَا وَجَعَلُوٓا الْصَّحَابَه قُدْوَة لَهُم لَصَار شَبَابِنَا مِن خِيَرَة الْشَبَاب
فِي كُل شَيْئ وَلَأَصْبَحُوْا قُدْوَه لِبَعْضِهِم الْبَعْض وَلَّوْا أَن شَّابَاتِنا أَقْتَدِيْنا بِأُمَّهَات الْمُؤْمِنِيْن وَالصْحَابِيَات
لِأُصْبِحَن شَّابَات مِن خِيَرَة نِسَاء الْعَالَم ولَصُرْن مِثَال رَائِع يُضْرَب بِه .
لِمَا لَا نُطَبِّق ذَلِك وَلَمَّا لَا نصَدَرمَفَاهَيْمْنا وَقِيَمِنَا الْسَّامِيَه لِلَّذِيْن يُحَاوِلُوْن تَغَرِيبَنا؟؟
لِمَا نَقِف طَابْوُر نَتَلَقَّى مَن الْغَرْب الْشَّيْئ الْسَّيِّئ وَنَتْرُك ماعِنْدَهُم الْمُفِيِد
لِمَا لَا نَقْتَدِي بِهِم بِأَشْيَاء تَعُوْد عَلَيْنَا بِالْنَّفْع وَعَلَى وَطَنِنَا ؟؟ الْسَّبَب فِي ذَلِك هْوعَقلّيّة بَعْض شَبَابِنَا نَعَم
شَبَابِنَا عُقُوْلِهِم مُتُخْمِه بِمَفَاهِيْم غَيْر مُفِيْدَه وهَدَّامِه وَهُنَا يَقِف دَوْر الْمُرَبِّي سَوَاء الْوَالِدَيْن او الْمُعَلِّم
وَايَضُا الاعْلام نَعَم الاعْلام لَه دَوْر اسَاسِي فِي غَرْس مُفَاهَيْم وَقِيَم امّا ايجَابِيْه او سَّلْبِيَّه عَلَى الْعُقُوْل
وَايَضُا تَقَع المَسَؤُلَيْه عَلَى الْشَّخْص نَفْسِه لَمَّا لَايُحَاوَل تَطَوّير نَفْسِه لِلْأَفْضَل لِمَا لَا يَرْفُض أَن يَكُوْن كَالَّدُّخَان
الْأُسُوُد الَّذِي لَا يُسَبِّب الَا الأختِنَاق وَانْعِدَام الْرُّؤْيَا
أَو كَمِثْل صُنْدُوْق مُتَنَقِّل فِي جَعْبَتِه مُفَاهَيْم لَاتَمُت لَنَا بَصَلَه وَلَا لعَقِيِّدتَّنا؟؟
اتْمَنَى ان تَكُوْن هُنَاك صَحْوِه لِهَؤُلأ الْنَّاس الَّذِي غَرَّهُم الْتَّغْرِيْب وَصَارُوْا يَتَشَكَّلُون كَالْعَجِّينِه
بِأَيْدِيْهِم وَاتَمَنَّى أَن يَكُوْنُوْا قُدْوَه صَالَحَه يَحْمِلُوْن أَفْضَل الْأَفْكَار وَالْقِيَم يُنشِّرَونَهَا كَعَبَق الْمِسْك
وَأَخِيْرا مُجْتَمَعِنَا لَيْس كُلّه مِن هَذِه الْشَرِيحَه وَلِلَّه الْحَمْد بَل فِيْه انَاس اسْتَطَاعُوْا ان
يَكُوْنَوا قُدْوَه حُسْنَه لَنَا فَمِنْهُم الْعُلَمَاء وَمِنْهُم الْكِتَاب وَمِنْهُم الْقُضَاه
وَمِنْهُم الْآمِرِين بِالْمَعْرُوْف وَالْنَّاهِيَن عَن الْمُنْكَر وَمِنْهُم الْمُعَلِّمِيْن وَغَيْرِهِم كَثِيْر
وَلَكِن ّاتّمّنّى مِّن الْعَلِي الْقَدِيِر أَن لَا تَتَفَشَّى هَذِه الْفِئَه بَل تَنْقَرِض
وَتَنْمَحِي مِن مُجْتَمَعُنَا إِلَى الْأَبَد